تاريخ النشر : 25-09-2021
المشاهدات : 1398
السؤال
السلام عليكم 
كيف حالك معلمتى الغالية ، لدى أمر يؤرقنى وهو عدم إنكار المنكر يعنى أرى قريبتى متبرجة وتزداد فى فعل المعاصى واسكت ولا أنصحها لأننى حينما كنت أنصحها كانت تحدث مقاطعة منها فتوقفت حتى لا أقطع الرحم 
 بالأمس رأيت شاب وفتاة على سلم أحد المحلات أسفل البيت الذى اسكن فيه شكلهم طلبة فى ثانوى أنا اتفاجئت بهذا المنظر لأنه لم يحدث قبل ذلك هممت بأن اكلمهم ولكن نظرا لوجود ابنى معى اكتفيت بالنظر إليهم فى حدة ولم أُكلمهم حتى لا ألفت نظر ابنى الذى سيسألنى أسئلة أولها مين دول وبيعملوا إيه وزعلانة ليه ولو فهم غالبا هيشتمهم وممكن يضربهم طالما بيعملوا حاجة غلط وحرام ،من ساعتها وأنا متضايقة هل تصرفى صح ولا غلط ؟
 أفيدوني بارك الله فيكم
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . 
الحمد لله أنا في فضل من الله ونعمة أعاننا الله علي ذكره وشكره وحسن عبادته . 
إلي إبنتنا الكريمة صاحبة السؤال الجواب : 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : 
 للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحكام تختلف بين أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر له سلطة كأن يكون ولي أمر مع رعيته أو رجل مع أهل بيته أو معلم مع تلاميذه فكل هؤلاء يعمل كل منهم بسلطته حسب ماتقتضيه القواعد الشرعية أما إذا كان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من آحاد الناس وليس له سلطة فالواجب عليه هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللين والرفق قال تعالي ( ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) الآية وقوله تعالي ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وقال صلي الله عليه وسلم ( مادخل الرفق في شيء إلا زانه ومانزع منه إلا شانه ) رواه مسلم وغيره فمن رأي منكرا وليس له ولاية ولاسلطة علي فاعل المنكر فعليه أن ينهي عن المنكر بالحكمة والإسلوب الحسن والتوجيه إلي الخير والدعاء بالهداية أما التغيير باليد فلابد أن يكون عن قدرة لايترتب عليه فساد أكبر وشر أكبر فمن له سلطة فليغير في بيته علي أولاده وعلي زوجته . وكذلك الموظف في الهيئة المختصة إن أعطي له صلاحيات يغير بيده بحسب الصلاحيات التي بين يديه لأنه إن غير بيده فيما لايدخل تحت صلاحياته ترتب علي ذلك شر أكبر وفساد أكبر . وعليه فإن اختك أو صاحبتك أو جاراتك ليس لك عليهن سلطان ولاولاية فعليك بالدعوة إلي الله تعالي وإنكار ماترين من منكر بالرفق واللين وذكر أحكام الله تعالي الشرعية التي تظهر فيها المخالفة ولكن بطريقة طيبة وأن يشعرن منك الحرص عليهن وليس من شروط إنكار المنكر أن ينكر علي فاعله كل مرة ( هذا علي خلاف ) ويمكن أن تتنوع طرق الدعوة في هذا المنكر كأن تقولي لأختك وهي تضع المساحيق التجميلية ( من دونها تكونين أجمل ووضعها أمام الرجال غير الأجانب لايصح ) المهم أن تبيني ولكن بطريقة حسنة قال تعالي أمرا موسي وهارون عليهما السلام أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي . المقصود انك تنظرين لأفضل الطرق التي بها يندفع الشر أو يقل ويزيد الخير والبر . ثانيا : يجب تعليم إبنك إذا رأي أصحاب المنكر أن نبين لهم أن ذلك منكرا وأنه حرام وأننا علينا جميعا أن نتقي الله فإن النجاة في التقوى وان ندعو لهؤلاء الذين هم علي المنكر بالهداية وصلاح أحوالهم وليس أن نضربهم ونسبهم فهذه الأفعال هي منكر يجب عليك تغييره بنصحه وإرشاده . ولأذكر لكن حديثا صحيحا لعله يكون لنا فيه علما نافعا عن أبي أمامة الباهلي ( إن فتي شابا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إئذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال صلي الله عليه وسلم ادنه فدنا منه قريبا ( اقترب منه ) قال اتحبه لامك قال : لا والله . قال ولاالناس يحبونه لامهاتهم قال أفتحبه لإبنتك قال لا والله يارسول الله قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال افتحبه لإختك قال لا والله يارسول الله قال ولا الناس يحبونه لاخواتهم .... قال فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد بعد ذلك الفتي يلتفت إلي شيء ) رواه أحمد وغيره وصححه الألباني والوادعي . ومن ذلك يتبين لك مسائل الأولي : أن دعوة الناس إلي دين الله تعالي وإنكار المنكر يكون بالحكمة والموعظة الحسنة . ثانيا : يتبين لك ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق وحسن السياسة في دفع المنكر وتعليم الخلق والأخذ بيد الناس إلي الطاعات وفي عصرنا هذا من المغريات والشرور مايجعلنا يجب أن نعتني بشأن الأبناء من العصاة والرفق بهم ودعوتهم إلي الرشد باللين وحسن السياسة . ولابأس في الموقف الذي رأيتي فيه الشاب والفتاة يفعلان منكرا إن قمت بواجب النصح بالرفق واللين فإن لم يغادرا المكان ووجدت منهما إصرارا أن تقومي بإخراجهم من سلم المنزل لأن هذا من سلطاتك بإعتبار أنك من السكان وان ذلك فيه أذي لك ولسائر السكان .

logo